التعارف بأدوات الموسيقى الإيرانية
الموسيقى هي غذاء الروح، ونحن جميعًا لدينا تجربة شعور جيد من الاستماع إلى الموسيقى وفوائد الآلات الصوتية، وإذا كنت أنت من تخلق قطعة موسيقية بيديك، فلا شك أن المتعة والراحة ستنتقل إلينا بشكل أكبر. لأن الموسيقى الجيدة والعذبة هي أفضل محرك للمشاعر الإنسانية، لدرجة أن تأثيرات الموسيقى الجيدة تُستخدم حتى في علاج الأمراض. تأثيرات الموسيقى على الحياة ليست ملموسة كما هي الرياضة أو الأنشطة الأخرى، لكن الناس يدركون التأثيرات المدهشة والتغييرات التي تحدث في حياتهم المهنية والشخصية بعد دخولهم عالم الموسيقى.
منذ العصور القديمة، كانت الموسيقى تتمتع بمكانة خاصة بسبب تأثيرها العميق على روح البشر. كثير منا يحلم بعزف الآلات الموسيقية المختلفة بمجرد سماع أصواتها. الفن الموسيقي الرائع يُؤدى بأفضل شكل في إيران، والناس الفنانون والمحبون للفن الإيراني، قد عملوا على صناعة العديد من الآلات الموسيقية التي تم تسجيلها في سجل التاريخ المجيد لوطننا إيران

الآلات الوترية
تار
تار هو آلة وترية تُعزف باستخدام الأصابع أو الأدوات المعدنية، ويتم صنعه من الخشب والجلد والعظام والوتر والمعدن. منذ حوالي مائتي عام، كان الطنبك أحد الآلات الرئيسية في الموسيقى الوطنية الإيرانية. يعتبر الطنبك أحد أكثر الآلات الشعبية والأكثر استخدامًا في الموسيقى الإيرانية، حيث يتكون من وعاء مكون من جزئين مغطى بالجلد. يتمتع الطنبك بصوت عالي وواضح جدًا. للعب هذه الآلة، يتم استخدام قطعة معدنية تُسمى “المضراب”. يتكون الطنبك من ستة أوتار مرتبة في أزواج. وبالتالي، عند العزف على كل وتر، يتم عزف وترين في نفس الوقت، مما يسبب الصوت العالي والواضح للطنبك. الطنبك هو آلة مثالية لمختلف الفرق الموسيقية الإيرانية وحتى دمجها مع الموسيقى الغربية.

التنبور
التنبور هو واحد من أقدم الآلات الموسيقية الإيرانية وأساس لخلق آلات أخرى مثل السِتار. يعتبر هذا الآلة من الآلات المقامية (الموسيقى المقامية ترتبط بثقافات الشعوب الإيرانية المختلفة) التي أصبحت اليوم تحظى بشعبية متزايدة وتحتل مكانة بارزة بين الآلات الموسيقية الإيرانية المحبوبة.
التنبور هو من أقدم وأصيلة الآلات الموسيقية الإيرانية. يعرفه معظم الناس في العالم وله أسماء مختلفة في العديد من أنحاء العالم. هذه الآلة القديمة، التي تتميز بصوتها السماوي والملائكي الخاص، تحظى باحترام كبير بين الناس في العديد من البلدان. يتم استخدامها في الطقوس الدينية الجماعية والفردية للتواصل مع الله ويعتبرونها وسيلة للاقتراب من قلوبهم إلى الله.
التنبور هو آلة تتميز بمقبض طويل وكأس على شكل كمثرى وغالباً ما يصنع من خشب التوت. الكأس يمكن أن يكون إما قطعة واحدة (أسلوب تقليدي) أو عدة قطع (تركيبي أو شعبي) الذي تم تصميمه في السنوات الأخيرة لتقليد كأس السِتار.

الستار
الستار هو آلة وترية مضروبة (مقيدة) تستخدم فيها الخشب، المعدن، والخيط أو خيط النايلون في صنعها. يُعتبر السِتار من عائلة التنبور، وهو في الوقت الحاضر أقرب إلى آلة التار، وغالباً ما يكون عازفو التار على دراية بعزف السِتار أيضًا. السِتار هو آلة أصيلة ومميزة في الموسيقى الإيرانية. يبدأ تعلم السِتار بتدريب اليدين بشكل صحيح ووضع الأصابع بطريقة مناسبة على الأوتار لإصدار الصوت الصحيح. السِتار يُعتبر آلة أكثر شخصية من التار، ويعد مناسبًا جدًا للعزف في الأوقات الخاصة ولخلق حالة من الهدوء الداخلي للعازف.
السنتور
السنتور هو آلة موسيقية على شكل مثلث متساوي الأضلاع ومن آلات الأوتار المضروبة (المقيدة) التي يُستخدم فيها الخشب والمعدن في صنعها. السنتور هو آلة موسيقية إيرانية ضربية تُعتبر من الآلات الوترية. يتميز السنتور بوجود العديد من الأوتار ويُعزف عليه باستخدام ضربي خشبيين. من أنواع السنتور يمكن الإشارة إلى السنتور ذو الوتر المشدود، السنتور الكروماتيكي، السنتور التقليدي ذي التناغم المستقر، السنتور الباس، والسنتور الكروماتيكي ذو النغمة المنخفضة.

الغيتار
على الرغم من أن الغيتار كما نعرفه اليوم هو آلة موسيقية حديثة نسبيًا، فإن تاريخه يعود لآلاف السنين. الغيتار هو نوع من الآلات الوترية التي تُعزف باستخدام الريشة أو الأصابع، ومن حيث أن أوتارها تصدر الصوت بسبب اهتزازها، فإنه ينتمي إلى مجموعة الأدوات الوترية أو “كوروفون”. بالإضافة إلى قدمه التاريخي الكبير (سواء من حيث هيكله أو تقنيات العزف عليه)، استطاع الغيتار أن يتطور بشكل كبير بالتوازي مع تطورات الموسيقى الغربية، مما أدى إلى ظهور أنواع مختلفة منه، وله الآن مكانة خاصة في الموسيقى العالمية.

الفيولينة
الفيولينة هي آلة وترية تحتوي على أربعة أوتار، وعادة ما يتم عزفها باستخدام القوس الذي يُمرر عبر الأوتار. تُعد الفيولينة من الآلات الموسيقية الهامة في أنواع مختلفة من الأنماط الموسيقية مثل الجاز، والكانتري، والروك، والموسيقى الشعبية. بالنسبة للموسيقيين الطموحين، يعد تعلم عزف الفيولينة أولوية. من فوائد تعلم هذه الآلة تحسين التنسيق والتركيز والانضباط. الفيولينة هي آلة جميلة، سريعة وحساسة، تتمتع بقدرات واسعة جدًا.

الكمانجة
الكمانجة هي آلة موسيقية إيرانية أخرى. تحتوي هذه الآلة على جسم، رقبة ورأس، وفي أسفل الجزء السفلي للآلة، يوجد قاعدة يتم وضعها على الأرض أو على ركبة العازف. من الناحية العامة، يشبه عزف الكمانجة عزف الفيولينة، حيث يتم استخدام قوس أو آرشة للعزف على الأوتار. الصوت الصادر من الكمانجة رائع وجذاب. هذه الآلة توفر للعازف إمكانيات جيدة للتناغم مع الآلات الوترية الأخرى مثل التار والسه تار.
الآلات الهوائية
الفلوت
يتم إنتاج الصوت من الفلوت عن طريق تدفق الهواء عبر فتحة، حيث يتغير الصوت عندما يقوم العازف بفتح أو غلق الفتحات المختلفة على الجسم. الفلوتات للمبتدئين غالباً ما تكون مصنوعة من النحاس أو النيكل، بينما يستخدم المحترفون الفلوتات المصنوعة من الفضة، الذهب، وأحياناً من البلاتين. الفلوتات الخشبية تنتج صوتاً غليظاً بينما الفلوتات الفضية تنتج صوتاً أكثر حدة. هذه الآلة هي آلة متعددة الاستخدامات وتُستخدم في الفرق الموسيقية الكلاسيكية والجاز والحديثة. الصوت الصادر من الفلوت مريح ويساعد على تحسين التنسيق والتركيز.
الني
الني هو من الآلات الهوائية الإيرانية التي تصنع من نبات القصب. يتم تقطيع هذا القصب بطريقة تجعله يحتوي على سبع عقد، وقد تم مؤخراً تصنيعها بشكل صناعي (ني صناعية معدلة). يتكون ني السبع عقد من خمس فتحات في الأمام وفتحة واحدة في الخلف، يتم تغطيتها بواسطة الأصابع الثانية والرابعة من يد واحدة والأصابع الأولى إلى الرابعة من اليد الأخرى.

الآلات الإيقاعية
الدَف
الدَف هو نوع من الآلات الإيقاعية الإيرانية. هذه الآلة على شكل دائرة كبيرة مع غطاء جلدي، ويُنتج الصوت الجميل عند ضربها. التقدم في تعلم الموسيقى وكل الفروع الفنية يتم تدريجياً وببطء، ولتحقيق النجاح واكتساب المهارات، يجب على الشخص أن يمارس ويتدرب بشكل مستمر.
التنبك
التنبك هو واحد من أشهر الآلات الإيقاعية الأصيلة الإيرانية، ويُعتقد أنه من أولى الآلات التي صنعها الإنسان. يشبه التنبك كأساً كبيراً ويتكون من: جلد التنبك، الفم الكبير، الجذع، القدم، العنق أو النفير والفم الصغير. في العصور القديمة كان التنبك يصنع من مزيج من المعدن والفخار والخشب، لكن حالياً يصنع التنبك فقط من الخشب. يُعد التنبك من الآلات القليلة التي تتطلب استخدام كلتا اليدين وجميع أصابع اليدين عند العزف عليها. لذلك، يحتاج العزف على التنبك إلى قوة وعضلات قوية في اليدين.

الآلات ذات المفاتيح
بيانو
البيانو هو واحد من الآلات ذات المفاتيح والأشهر بينها. يُطلق على البيانو لقب “أم الآلات” نظرًا لقدرة البيانو على إنتاج مجموعة واسعة جدًا من الأصوات، بينما تقوم الآلات الموسيقية التقليدية الأخرى بإنتاج جزء من هذه النطاق الصوتي. تم اختراع البيانو حوالي عام 1700 ميلادي، ويستخدم في العديد من أنواع الموسيقى مثل الكلاسيكية، الجاز، والموسيقى التقليدية وغيرها.
عزف البيانو هو مصدر ممتاز لتخفيف التوتر وتعزيز احترام الذات. عزف البيانو لا يقتصر على الموسيقى فقط، بل يعتبر تمرينًا لزيادة المهارات البدنية والعقلية. هذا الآلة تزيد من التركيز، والمثابرة، والتعبير العاطفي للأفراد. بالإضافة إلى ذلك، فإن تعلمها مريح وجذاب للغاية.

الآلات الإلكترونية
كيبورد
الكيبورد أو البيانو الإلكتروني هو آلة موسيقية مرنة جدًا وسهلة الاستخدام. هذه الآلات الإلكترونية قادرة على إنتاج مجموعة واسعة من الأصوات والألحان مع إمكانيات إضافية. الفارق الرئيسي بين الكيبورد والبيانو هو أن الصوت في الكيبورد يُنتج إلكترونيًا، بالإضافة إلى أنه قابل للنقل. تعلم عزف الكيبورد يقدم فوائد مشابهة لتعلم عزف البيانو. كما أنه يعزز مهارات التركيز، والذاكرة، والمهارات الحركية.

الكلمات الختامية
تتميز الآلات الموسيقية الإيرانية بتنوعها وجمالها الخاص، مثل العود، الطنبور، السه تار، السنتور والكمانشة، ولها قيمة كبيرة في تراث الموسيقى الإيرانية. تُنتج هذه الآلات أصواتًا جميلة وعذبة باستخدام مواد مثل الخشب، والمعدن، والأوتار، وتلعب دورًا بارزًا في خلق الأصوات الثقافية والقيمة. تابعوا معنا في الإيستكاه.