EN

FA

استخدام الموسيقى في العلاج

في العلاج بالموسيقى، تُستخدم الموسيقى بشكل واسع لزيادة الاسترخاء، تقليل التوتر، وتشتيت انتباه المرضى عن الأعراض المزعجة للمرض. وعلى الرغم من اختلاف الأذواق الموسيقية بين الأفراد، يبدو أن الموسيقى تؤثر مباشرةً على الجسم من خلال الجهاز العصبي اللاإرادي، كما تُحدث تغييرات غير مباشرة في سلوك الممرضين.

 

و تُسهم الموسيقى بشكل فعّال في خفض مستويات التوتر وتحسين الحالة النفسية للمرضى في الأقسام العامة، وحدات العناية المركزة، من يخضعون للعمليات الجراحية، وحتى الأطفال المرضى. وهي تدخل علاجي منخفض التكلفة، غالبًا ما يُخفف من الآلام الجراحية، الحادة والمزمنة، ويحسّن من جودة حياة المرضى الذين يتناولون المهدئات، كما يعزز الشعور بالراحة والسكينة. ويمكن أن يكون استخدام الممرضين للموسيقى وسيلة ممتعة واقتصادية لتعزيز التعاطف، والرحمة، والعلاقة مع المريض خلال مسار العلاج، دون أن تتعارض الموسيقى مع الجوانب التقنية للعناية أو تسبب زيادة في الأخطاء.

ما هو العلاج بالموسيقى؟

 

يُعد العلاج بالموسيقى جزءًا من مهنة الصحة العامة، ويُستخدم فيه الموسيقى لتيسير عملية العلاج. ويكون المعالجون بالموسيقى عادةً موسيقيين تلقوا تدريبًا خاصًا يمكّنهم من توظيف الموسيقى لتحقيق أهداف علاجية تشمل ترميم الحالة الصحية، الحفاظ عليها، وتحسين الوضع الجسدي والنفسي للمريض. يعمل هؤلاء المعالجون ضمن فرق علاجية في أماكن متعددة. و يضم الاتحاد الأمريكي للعلاج بالموسيقى أكثر من 2500 عضو يعملون في المستشفيات، العيادات، المدارس، مراكز الرعاية النهارية، مراكز التأهيل، وسواها من المراكز الخاصة. حتى في غياب معالجين محترفين، يستمع المرضى والعاملون إلى الموسيقى أو يعزفونها لتخفيف التوتر والقلق والألم.

 

و تختلف تأثيرات الموسيقى على الأفراد بحسب خصائصهم الشخصية، مثل العمر، والثقافة، والحالة الصحية المؤثرة في السمع، والموهبة الموسيقية، والخبرة السابقة. تشمل العوامل الأخرى المؤثرة في فعالية الموسيقى: عناصر الموسيقى (السلم، النغمة، الانسجام، اللحن، الإيقاع)، طريقة النقل (سماعات، مكبرات صوت، في الهواء الطلق، مباشر أو مسجل)، البيئة (جماعية أو فردية)، ومشاركة المستمع من عدمها.

لماذا العلاج بالموسيقى مفيد للمرضى؟

تُعد الموسيقى والعلاج بها مفيدين من الناحية الفسيولوجية، والنفسية، والاجتماعية ـ العاطفية للمرضى. كما يمكن أن تكون ذات فائدة غير مباشرة من خلال تأثيرها الإيجابي على مزاج وسلوك مقدّمي الرعاية و الممرضين. وعلى الرغم من اختلاف الأذواق والثقافات في اختيار الموسيقى، إلا أن بعض الأنماط الموسيقية يُقال إنها تتوافق أكثر مع فسيولوجيا الجسم.

 

العلاج بالموسيقى لدى الأطفال الخدّج

في حالة الأطفال الخدّج، يبدو أن التهويدات والموسيقى الكلاسيكية تساعد في زيادة الوزن وتقليل السلوكيات المضطربة، مما قد يُسهم في تقليل مدة البقاء في المستشفى. وقد ثبت أن تعرّض هؤلاء الأطفال لموسيقى آلة “الهارب” يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في مستوى الكورتيزول في اللعاب، وانخفاض معدل التنفس. وبينما تُساعد الموسيقى على تهدئة الأطفال الرضّع وجعلهم ينامون، فإن هذا الانخفاض في النشاط قد يؤدي إلى تقليل حرق السعرات، مما يساعد على زيادة الوزن وتسريع الخروج من المستشفى. لم تتم بعد مقارنة منهجية لتأثير موسيقى الريف، أو البوب، أو الجاز مع تأثير التهويدات والموسيقى الكلاسيكية على الأطفال الخدّج، كما لم تُدرس الفروقات بين تأثير الموسيقى الحية والموسيقى المسجلة بشكل مباشر على هؤلاء الأطفال.

 

الموسيقى والمزاج لدى المرضى في العلاجات الطبية والجراحية

يمكن أن يساهم تشغيل الموسيقى في أقسام المستشفيات، أثناء العمليات الجراحية أو في غرف الانتظار، في خلق أجواء إيجابية للمرضى، أسرهم، والموظفين. وتُظهر هذه الأجواء تأثيرات واضحة على الحالة النفسية للمرضى من حيث القلق، الاكتئاب، والتوتر. كما ترافق هذه التغييرات تحسينات فسيولوجية مثل زيادة مستوى “الإيمونوغلوبولين” في اللعاب، وانخفاض مستوى الكورتيزول في الدم، مما يرتبط بانخفاض مستويات التوتر والقلق.

 

فعلى سبيل المثال، أثبتت الموسيقى فعاليتها في تحسين المزاج وتقليل القلق لدى مرضى العمليات الجراحية. ففي دراسة على مرضى يخضعون لجراحة البروستاتا، أظهرت النتائج أن الذين استمعوا إلى الموسيقى شهدوا انخفاضًا كبيرًا في التوتر وضغط الدم مقارنة بغيرهم. كذلك، احتاج المرضى الذين استمعوا إلى الموسيقى أثناء الجراحة باستخدام التخدير النصفي إلى جرعات أقل من المهدئات.

في دراسة على 20 امرأة كنّ بانتظار أخذ عينة من نسيج الثدي، كانت النساء اللواتي استمعن إلى الموسيقى أقل قلقًا من الأخريات. وفي دراسة أخرى، ساعدت الموسيقى بعد جراحة تحويل مجرى الشريان التاجي على تحسين مزاج المرضى بشكل كبير. وبشكل عام، تُظهر الدراسات أن العلاج بالموسيقى له فوائد نفسية ملحوظة للمرضى الذين يخضعون لعمليات جراحية، دون آثار جانبية أو نتائج سلبية. وتُساعد الموسيقى كذلك في تحسين الحالة النفسية لدى مرضى السرطان؛ ففي إحدى الحالات، أبلغ المرضى الذين خضعوا لزراعة خلايا جذعية واستمعوا للموسيقى عن مستويات أقل من التوتر مقارنة بمن لم يستمعوا إليها.

 

ابقوا مع ايستكاه.