لماذا العلاج بالموسيقى مفيد للمرضى؟
تُعد الموسيقى والعلاج بها مفيدين من الناحية الفسيولوجية، والنفسية، والاجتماعية ـ العاطفية للمرضى. كما يمكن أن تكون ذات فائدة غير مباشرة من خلال تأثيرها الإيجابي على مزاج وسلوك مقدّمي الرعاية و الممرضين. وعلى الرغم من اختلاف الأذواق والثقافات في اختيار الموسيقى، إلا أن بعض الأنماط الموسيقية يُقال إنها تتوافق أكثر مع فسيولوجيا الجسم.
العلاج بالموسيقى لدى الأطفال الخدّج
في حالة الأطفال الخدّج، يبدو أن التهويدات والموسيقى الكلاسيكية تساعد في زيادة الوزن وتقليل السلوكيات المضطربة، مما قد يُسهم في تقليل مدة البقاء في المستشفى. وقد ثبت أن تعرّض هؤلاء الأطفال لموسيقى آلة “الهارب” يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في مستوى الكورتيزول في اللعاب، وانخفاض معدل التنفس. وبينما تُساعد الموسيقى على تهدئة الأطفال الرضّع وجعلهم ينامون، فإن هذا الانخفاض في النشاط قد يؤدي إلى تقليل حرق السعرات، مما يساعد على زيادة الوزن وتسريع الخروج من المستشفى. لم تتم بعد مقارنة منهجية لتأثير موسيقى الريف، أو البوب، أو الجاز مع تأثير التهويدات والموسيقى الكلاسيكية على الأطفال الخدّج، كما لم تُدرس الفروقات بين تأثير الموسيقى الحية والموسيقى المسجلة بشكل مباشر على هؤلاء الأطفال.
الموسيقى والمزاج لدى المرضى في العلاجات الطبية والجراحية
يمكن أن يساهم تشغيل الموسيقى في أقسام المستشفيات، أثناء العمليات الجراحية أو في غرف الانتظار، في خلق أجواء إيجابية للمرضى، أسرهم، والموظفين. وتُظهر هذه الأجواء تأثيرات واضحة على الحالة النفسية للمرضى من حيث القلق، الاكتئاب، والتوتر. كما ترافق هذه التغييرات تحسينات فسيولوجية مثل زيادة مستوى “الإيمونوغلوبولين” في اللعاب، وانخفاض مستوى الكورتيزول في الدم، مما يرتبط بانخفاض مستويات التوتر والقلق.
فعلى سبيل المثال، أثبتت الموسيقى فعاليتها في تحسين المزاج وتقليل القلق لدى مرضى العمليات الجراحية. ففي دراسة على مرضى يخضعون لجراحة البروستاتا، أظهرت النتائج أن الذين استمعوا إلى الموسيقى شهدوا انخفاضًا كبيرًا في التوتر وضغط الدم مقارنة بغيرهم. كذلك، احتاج المرضى الذين استمعوا إلى الموسيقى أثناء الجراحة باستخدام التخدير النصفي إلى جرعات أقل من المهدئات.
في دراسة على 20 امرأة كنّ بانتظار أخذ عينة من نسيج الثدي، كانت النساء اللواتي استمعن إلى الموسيقى أقل قلقًا من الأخريات. وفي دراسة أخرى، ساعدت الموسيقى بعد جراحة تحويل مجرى الشريان التاجي على تحسين مزاج المرضى بشكل كبير. وبشكل عام، تُظهر الدراسات أن العلاج بالموسيقى له فوائد نفسية ملحوظة للمرضى الذين يخضعون لعمليات جراحية، دون آثار جانبية أو نتائج سلبية. وتُساعد الموسيقى كذلك في تحسين الحالة النفسية لدى مرضى السرطان؛ ففي إحدى الحالات، أبلغ المرضى الذين خضعوا لزراعة خلايا جذعية واستمعوا للموسيقى عن مستويات أقل من التوتر مقارنة بمن لم يستمعوا إليها.
ابقوا مع ايستكاه.